لماذا جن جنون لصوص الاتحاد ؟

✍️ الأسعد بوعزيزي ابو مريم
ما سأرويه لكم أشبه بالخيال لهذا اضطررت لتدعيم مقالي بالفيديوات و الوثائق ” تجدونها في التعاليق أدناه “.
لب الصراع هو المنوال التنموي الجديد الذي تنوي تونس السير فيه ، و المعركة بدأت فعليا بلقاء رئيس الاتحاد الفلاحين عبد المجيد الزار بهشام المشيشي أول أمس .
و لكن قبل الحديث عما سبق دعوني أفيدكم أن الاتجاه الآن حسم تماما في بريطانيا و أمريكا لدعم التجربة التونسية ، و هذا البرنامج انطلق فعلا بتمويل بريطاني مفتوح و يهدف لإخراج تونس تماما من المنظومة الفرنكوفونية .
الأمريكان أعلنوا صراحة تخليهم عن فرنسا و تحميلها المسؤولية في تغلغل الصين بالقارة الإفريقية . و الخطأ الذي لن يغفره الأمريكان للفرنسيين سماحهم بدخول روسيا لمنطقة ممنوعة عليها تماما و هي الحوض القاري ( تونس ليبيا) لأنه يكشف كل حلفاء أمريكا ، و كان هذا السبب أيضا في انقلاب المانيا على فرنسا ، و هذا الاتفاق على طرد فرنسا تماما انخرطت فيه تركيا و إيطاليا أيضا إلى جانب الأنقليز طبعا .
المؤتمر الذي نظمة رضوان المصمودي لمركز الإسلام و الديمقراطية بتونس و الذي حضره السفير البريطاني و الأمريكي و رفض السفير الفرنسي الحضور كان هو نقطة التحول الجذري ، و خلال هذا المؤتمر تكلم السفير البريطاني. و بشهادة صديق لي حضر المؤتمر و الذي يحضره عادة الكوادر التونسية الذي درسوا في أمريكا أو بريطانيا و ذوي التوجه الأنغلوساكسوني ، قال حرفيا حسب ما أبلغني : نحن لم نبتعد عن تونس و شمال افريقيا أبدا. و لكننا كنا نراقب الأوضاع بالتنسيق مع حلفائنا الأمريكان. و آن الآوان للعودة لتونس و بقوة كبوابة لإفريقيا و الحوض الجنوبي . و سنعود بقوة لحماية مصالحنا و مصالح حلفائنا مهما كان الثمن .
بعد هذا المؤتمر بإسبوع فقط تعقد بريطانيا إتفاقا إستراتيجيا مع تركيا لتستحوذ على نصيب فرنسا من الإستثمارات في ليبيا المقدرة حسب ما سمح به الأتراك ما بين 8-11.5% و المقدرة ب 150 مليار دولار مقابل شرط دعم بريطانيا لتجربة تونس و ليبيا .، و كانت فرنسا قد وقعت مع حفتر و الإمارات قبل التدخل التركي للإستيلاء على 67% من الإستثمارات ، بما معناه فرنسا كانت تستحوذ على 67% من العقود مع حفتر و الإمارات استحوذت على عقود إستثمار و تشغيل ثلاث موانئ بحرية مع حفتر في بنغازي و طبرق و سرت ” لم تترك لهما تركيا في ليبيا بادئ الإمر إلا بعض الفتات ثم بعد الاتفاق التركي البريطاني لم يبق لفرنسا غير الإصبع الأوسط “.
هذه الإتفاقية الإستراتيجية بين بريطانيا و تركيا أربكت أوروبا كلها لأنها جعلت يد تركيا هي الطولى في الضفة الجنوبية و جعلت أوروبا تحت رحمة البريطانيين و الأتراك.
الظاهر في الأمر سياسة و لكن الحقيقة هي إقتصادي بحت ، بايدن نفسه قرر نهائيا توكيل تركيا و إيطاليا و من خلفهم بريطانيا للتفرغ للصين و قد دخلت ألمانيا كداعم لهذا المشروع منذ أسبوع ، للعلم فإن الولايات الأمريكية تحكمها مكاتب استراتيجيات و ليس البيت الأبيض .
إن القادم هو الأهم باعتبار أن الحرب الحقيقية هي تغيير وجهة البلاد و جعل تونس منصة عالمية للنقل البحري و الجوي ، و منطقة تواصل شمال جنوب شرق- غرب لكل الصناعات التكنولوجية بدعم بريطاني ألماني لتعويض السلع الصينية بأسعار تنافسية لها و بجودة أعلى لأن هذه الدول المذكورة كلفة هذه الصناعات فيها عالية جدا ، لذلك اضطرت للتعامل مع الصين .
هذا ما صرح به وزير الدفاع الأمريكي حين زار تونس و قال بصريح العبارة : سنجعل من تونس قطبا صناعيا و تكنولوجيا يكون قادرا على إبعاد الصين و روسيا من كل إفريقيا ” تجدون فيديو لوزير الدفاع و وثيقة أخرى في أسفل التعاليق ”
وزير الخزانة البريطاني أيضا قال في مجلس العموم البريطاني ّ: إننا نبحث مع حلفائنا في دعم شريك إقتصادي يمكننا من تلبية حاجياتنا الطبية و كل دول الأطلنطي و تكون ذات جودة أحسن من الصينية و بأسعار تنافسية ، و تكون قريبة منهم لخفض وقت الشحن و الوصول . و عندما سئل أين يكون هذا البلد الذي يمكنه مزاحمة الصين في الأسعار و الجودة تكون أحسن ، أجاب : نتصور جميعا أن يكون بلدا له إنفتاح اقتصادي و به إمكانيات هائلة من ناحية العمالة و التقنية كتونس .
المهم وقع الإتفاق على دعم مالي و إنشاء ثلاث موانئ عملاقة ( 2 في تونس و واحد في مصراتة ) بتمويل بريطاني أمريكي تركي و موجه أساسا لتعويض السلع الصينية الموجهة لبريطانيا و أمريكا ، و يكون مقره تونس لأن هذه المرافئ إثنين منها تجاريين و الآخر لتصدير السلع المصنعة بتونس و المعدة لتعويض السلع الصينية بأكثر جودة و أسعار تنافسية ، هذا المشروع سيتم تحت غطاء الأمريكان و لكن التمويل و الذي دخلت فيه الآن المانيا و يشبه مشروع مارشال سيتم تمويله من خلال عقود الإستثمار في ليبيا التي وصلت لحد اللحظة 3.2 تريليون دولار. هذا المشروع أيضا سيكون مقبرة الإمارات و موتها نهائيا في أقل من عقد من الزمن فقط ، و كانت الإمارات قد مولت لأجل موانئها الإنقلاب المصري بعد مشروع الوادي الاخضر الذي جلب له محمد مرسي رحمه الله البرازيل و ماليزيا و تركيا و هو نفس السبب الذي تسبب في الانقلاب على نواز شريف ( ميناء غوادر) و تسبب في حصار قطر أيضا .
هذا المشروع الضخم يحتاج إلى دعم عسكري هائل و ترسانة أسلحة ضخمة و متطورة من خلالها تستطيع تونس حماية حدودها جيدا من كل عدوان خارجي .
هنا تأتي زيارة قيس سعيد إلى قطر للتوسط عند الأتراك بعد أن فرض الأمريكان عليه الرجوع إلى الإتفاق المبدئي الذي وقعه الأتراك مع الجيش التونسي قبل أن يعطله اللوبي الفرنكوفوني . و بالفعل قام الأتراك بتزويد الجيش التونسي بطائرات البيريقدار و بمنظومة تحكم كاملة ” الفيديو في التعاليق أدناه ” ، كما استقبل الأتراك الجيش التونسي أواخر شهر جانفي الفارط ( 20-25 جانفي 2021) في تدريبات مشتركة بأنقرة لضباط تونسيين و أقاموا مناورات مشتركة دربوا فيها القيادة التونسية على التحكم ببيريقدار عن طريق المنظومة المتكاملة التي أهدوها لتونس مع باخرة حربية متكاملة بكل اللوازم الدفاعية ، هنا جن جنون الفرنسيين لأن هذه المنظومة جعلت تونس تتجاوزهم تكنولوجيا ،.
الأمريكان لم يكتفوا بهذا ، بل حثوا الجيش التونسي على شراء مقاتلات سويدية متطورة جدا تضاهي F16 مع إعطاء تونس ضمان قطع الغيار و الإصلاح و كل ما يلزمها من صواريخ موجهة ” تجدون الفيدبو في التعاليق ” ، هذا التسليح السويدي لتونس كان بضمانة أمريكية و دون أن تدفع مليما واحدا ، إضافة لهذا قامت الولايات المتحدة بتزويد تونس ب 9 مقاتلات F16 حديثة جدا ” الفيديو في التعاليق ” ، و بهذا يصبح للجيش التونسي منظومة جوية قوية جدا تمكنه من ضمان أمن البلد ، هذا إضافة لتوقيع إتفاقية أمنية و عسكرية لعشر سنوات قابلة للتجديد مرتين ، و هذا ما جعل الفرنسيين يصيبهم الحقد بسبب عدم قدرتهم على كسب ولاء الجيش للقيام بما يتمنونه من إنقلاب عسكري .
الجديد أيضا ، أن الأمريكيين سينزلون بثقلهم الآن لربط تونس مباشرة بالخطوط الدولية الكبيرة كقاعدة للربط التجاري و الشحن بين إفريقيا و الشمال الأمريكي ، و هذا بالرغم أن الأمريكيين يعلمون سيطرة أذرع فرنسا النقابية بتونس على شركتي الخطوط الجوية و الشحن ctn و اللتان تعتبران من معاقل النفوذ الفرنسي ، و لكن ما هو مقرر هو أن المواجهة قريبا جدا و قد تبتدئ قبل موفى شهر فيفري بداية شهر مارس و لأسباب مرتبطة بالموعد الذي حددوه و هو شهر جوان القادم لبداية التغيير الجذري بالمنطقة .
الأمر ربما يقرأه أحدكم من باب الخيال و لكن أنظروا الصورة التي وضعتها مجلة تايم و ما أدراك ما تايم تحت عنوان ” التغيير الكبير ” و فيه تبدأ فتحة العالم من تونس ” تجدون الصورة في التعاليق ”
كل شيء سيتم في خلال ستة أشهر و بتمويل أمريكي بريطاني علمي بحت و لكنه تركي ايطالي خفيةو اللذان عبرا عن انزعاجهما من المؤامرات الفرنسية على أمنهما من خلال توتير الأوضاع في جنوب المتوسط .
البرنامج يتناول ليبيا كذلك ، و هو نفس برنامج تونس: و الذي سيقع الفرض فيه نظام برلماني بحت و ذلك لمنع ديكتاتورية جديدة و الحيلولة دون تسرب فرنسا ، لأن فرنسا تحبذ الحوار مع شخص فقط يكون رئيسا و عميلا .
ذكرت منذ البدئ أن لب المعركة هي المنوال التنموي الجديد الذي تنوي تونس السير فيه ، و المعركة بدأت فعليا بلقاء رئيس الاتحاد الفلاحين عبد المجيد الزار بهشام المشيشي أول أمس .
و حيث يريد اتحاد الخراب مواصلة إعتبار السياحة في المنوال الجديد كقطاع استراتيجي ، و ليس فقط خدمة لمصالح اليهود التي تتحكم في وكالات الأسفار و حماية لمصالح البورجوازية اللصوص المتحكمة في هذا القطاع ، بل الأخطر هو أنه يمثل نافذة جديدة للتغلغل الشيعي في تونس بالاتفاق مع القوميين ، و هو عبارة عن فتح ماكينة تبييض الأموال مع تنقل الميليشيات التي تريد الشيعة في تونس تكوينها بتدريب عراقي و ايراني على راحتها ، لهذا جن قيادات الاتحاد بعد التقاء المشيشي مع عبد المجيد الزار رئيس اتحاد الفلاحين خاصة و أن المشيشي قد تلقى دعما أمريكيا بريطانيا تركيا ألمانيا غير مشروط لجعل ثلاث قطاعات استراتيجية هي الأهم في الاقتصاد التونسي في التوجه المستقبلي ، هذه القطاعات الثلاث هي البحث العلمي و التكنولوجيا ، الصحة و كل الصناعات المرتبطة بها و ثالثها الفلاحة مع المياه ، هذا بالإضافة إلى دعم النقل ” بحرا ، جوا و برا ” بقوة .
و بالإضافة إلى أن الاعتماد على هذه القطاعات الثلاث تحمل انهيارا كليا للبورجوازية القدم و الجدد أيضا أو ما يعرف ب ” الكارتيل الفرنكفوني ” ، فسيتوجه مباشرة إلى تبادل تجاري قوي مع بريطانيا و إفريقيا و أمريكا باعتبار أن الأمريكان يريدون من تونس أن تكون مركزا عالميا لصناعة الأجهزة الطبية و شبه الطبية و ما سيكون على ذلك من نتائج على النقل و الشحن البحري و البري ، أما التركيز على البحث العلمي فذلك يعود أساسا إلى أن تونس تتصدر العالم من حيث نسبة المختصين في الهندسة نسبة إلى عدد الطلبة و ذلك ب 43% ، و للعلم مؤسسة honoris الانجليزية اشترت كبريات الجامعات الخاصة التونسية مثل مجمع université centrale بما فيه imset وtimes و اشترت جامعة أخرى معروفة في التكنوبول الغزالة esprit. هذا إضافة لكثير من الجامعات في المغرب و السنغال و مالي ، و الميزانية التي رصدت لهذه الشراءات أكثر من 17 مليار دولار .
الجديد هو دخول الجزائر على الخط في اتجاه دفع تونس نحو برنامج متكامل و شامل يوفر الاستقلال التام عن فرنسا .
هذا هو توجه تونس المستقبلي و الذي فرضه الشيخ بعيدا عن فرنسا ..
أنصحكم بمتابعة العميد هشام المؤدب الذي بدأ بذكر الاسماء و الدول و لم يعد يتحفظ على ذكر فرنسا و مهاجمتها ، كما أكد على الانحياز الأمريكي للنظام البرلماني و التجربة الديمقراطية و دعمها اقتصاديا .